للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعة سابع عشر ذى الحجة، بعد أن استجاروا بالشريف ثقبة على أنفسهم وأهليهم وأموالهم على وجه مؤلم، ولم يخرجوا من مكة إلا بما خف من أموالهم على هجن خفاف، وساروا متوجهين إلى مصر بغلمانهم ومماليكهم ونسائهم. وقيل إنه لم يبق بمكة إلا الأمير قندس، فاقترض قندس دراهم وسافر على جمال قليلة هو ومن بقى من أولاده وغلمانه إلى مصر فى حادى عشرين الحجة أو بعده بيومين.

وبعد خروج الأمراء وقع نهب فى بعض الترك، ثم سلّم الله ونادوا بالأمان. وأقام الشرفاء وبنو حسن بمكة، وتقاسموا أموال الأمراء، وهرب من كان يعرف بالمال من أهل مكة والمجاورين إلى نخلة، وإلى المدينة الشريفة وأقاموا بها، واستقر حال أهل مكة، ولم يمكن الشرفاء أحدا أن ينهب بيتا، وإن كان أخذ من أحد شيء فيرد بالطلب، وقام الأمر على ذلك.

وفر أيضا الشريف محمد بن عطيفة - بعد الترك - إلى ينبع قاصدا مصر خائفا يترقب (١)؛ بسبب ما كان بين ذوى عطيفة والقواد العمرة من القتل.

والتجأ السيد سند إلى الشريف ثقبة وصار من جملة أصحابه.

فلما قدم الحاج من المدينة إلى ينبع وجدوا بها الأمير قندس ومن بقى من المجرّدين، ومحمد بن عطيفة فساروا مع الحاج إلى القاهرة (٢).


(١) العقد الثمين ١٤٤:٢.
(٢) السلوك للمقريزى ٥٤:٣/ ١.