للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكة بذلك إلا وهو معهم؛ فأغاثهم. وواصل الإرسال فى البحر حتى حمل إلى مكة اثنى عشر ألف إردب فرقت كلها فى الناس؛ فعم النفع بها. وتعرف هذه السنة عند المكيين بسنة بأم جرب (١).

وفيها - فى شعبان - اتفق الحال مع الشريف عجلان أن يرتّب له فى كل سنة من بيت المال مائة وسبعون ألف درهم نقرة تحمل له من مصر، وألف إردب قمح، ويترك الجباء من مكة فى كل ما يؤكل، وفى كل ما يجلب إليها من الحبوب والخضروات والثمار والغنم والخشب، وكل ما يباع فيها من السمن والعسل والثياب وغير ذلك، إلا جباء جدة وجباء تجار الكارم الذين يأتون من اليمن، ومكس ركب العراق الذين يأتون فى الموسم، ومكس الخيل؛ فله أخذ مرتّبه منهم على عادته، وأشهد على نفسه بذلك، وكتب له بذلك مثال شريف من مصر، وكتب عليه بذلك محاضر، أثبت منها بمكة واحد، وفى المدينة النبوية واحد، وعند صاحب مصر فى القلعة واحد، وقرر ذلك فى ديوان السلطان الأشرف شعبان، وأمضى الولاة بعده ذلك.

والفاعل لهذه الحسنة الأمير يلبغا الخاصكى مدبّر المملكة بالديار المصرية. والمكس الذى أبطل كان مدّا مكيا وربع مدّ مكى على كل حمل يصل من جهة الطائف ونخلة، ومدّا جدّيا على كل حمل يصل من جدة، وثمانية دنانير مسعودية على كل حمل من التمر [اللبان] (٢)


(١) شفاء الغرام ٢٧٤:٢، والعقد الثمين ٢٠٩:١، والبداية والنهاية ١٤ ٣٠٩، والسلوك للمقريزى ٩٧:٣/ ١.
(٢) إضافة عن شفاء الغرام ٢٤٩:٢، والتمر اللبان أو اللبانة: هو التمر الجاف الأبيض الصغير.