للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن عجلان يتوسّط بين حجاج اليمن وحجاج مصر حتى دخل أهل اليمن بمحملهم، ووقفوا بعرفة، ولم تكن فتنة بحمد الله. وقيل إن المحمل اليمنى إنما قدم مكة فى السنة بعد هذه (١).

فلما كسا الأمير قرادمرداش الكعبة فى يوم النحر على العادة خرج من مكة عائدا إلى مصر، واتفق للحاج فى عودهم محن شديدة؛ من موت الجمال، وتزايد الأسعار. فلما نزلوا بالأزلم (٢)، وفى ظنهم أنهم يجدون ما جرت به العادة من الشعير والبقسماط المحمول إليهم من القاهرة، فلم يجدوا شيئا من ذلك؛ لأن العربان تعرضت للإقامات تريد نهبها، فلم يتجاوزوا مغارة شعيب (٣)، فاشتد الأمر على الحجاج وعلفوا جمالهم بما معهم من زادهم الذى هو قوتهم، وانقطع كثير منهم فى الطرقات جوعا وتعبا، وبلغت الويبة


(١) السلوك للمقريزى ٣٤٥:٣/ ١، والمرجع السابق، ودرر الفرائد ٣١٢.
(٢) الأزلم: منزلة وماء بين المويلحة والوجه، وقيل بين الأتيلات وبين رأس وادى عنتر فى طريق الحاج المصرى، كان الحجاج يودعون فى خان بها بعض الأزواد وعلف الجمال، ويوكلون من يحفظها بأجر لحين عودهم إلى بلادهم. (صبح الأعشى ٣٨٦:١٤، ودرر الفرائد ٤٥٠).
(٣) مغارة شعيب: منزلة من منازل الحاج، بها ماء ومصنع، فى برّ مدين، تنسب إلى شعيب ، وبعدها فى الطريق إلى مكة وادى عفان، ثم عيون القصب. (صبح الأعشى ٣٨٦:١٤، ودرر الفرائد ٤٥٠، وحسن الصفا والابتهاج ٤٢).