مصر، فبالغا فى شكوى السيد أحمد بن عجلان، وسألا السلطان الظاهر برقوق فى أن يرسم لهم عليه بأمور وهى: خطام فى الزاملة خمسة وسبعون درهما، وبأبى عروة [قرية](١) بوادى مرّ بيد أمير مكة، وغير ذلك مما يكون ربع المتحصل لأمير مكة. فأجاب سؤالهما؛ لأن عنانا رزق قبولا من السلطان. وكان السيد أحمد بن عجلان قد أتبعهم بكبيش وهدية سنيّة للظاهر، فرأى كبيش من الدولة إقبالا على عنان وحاله رائجا، فالتزم بالموافقة على ما رسم به السلطان لعنان وحسن بن ثقبة؛ لئلا يتم على أحمد سوء بمصر، وسالمهما حتى توصّلا إلى مكة، فعرّف أحمد بن عجلان الخبر، وقال له: لابد من موافقتك على ما رسم به لهما أو الفتك بعنان. فمال إلى الثانى وأضمر ذلك.
واجتمع به عنان وحسن بن ثقبة بعد التّوثّق منه، فما أجاب لمرادهما. ثم إن بعض المتكفّلين بعنان عرّفه بقصد أحمد بن عجلان فيه - وكان ذلك بمنى - ففر عنان إلى ينبع، ولحقه حسن بن ثقبة، وتوجّه صحبة الحاج محمد بن عجلان بن رميثة إلى مصر؛ مغاضبا لأخيه أحمد، وطالبا خيرا يحصل له بمصر، فلما وصلوا الينبع تكلم أمير الحاج المصرى أبو بكر بن سنقر الجمالى المعروف ببهادر. وغيره من أحباب أحمد بن عجلان مع عنان وحسن بن ثقبة فى الرجوع إلى أحمد بن عجلان، فهو يجيب إلى طلبهما، وقالوا: نكتب إليه بذلك فلا يخالف، وهذا أخوه محمد يرجع معكما، وحسّنوا لمحمد أن يرجع معهما، وأنهم يأمرون أحمد بكرامته وإسعافه بما يرومه. وأطمعوه بالمزيد فى الإحسان من أحمد إذا وصل إليه بالمذكورين. فرجع الثلاثة إلى أحمد.