للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيضا من الأمراء كمشبغا الخاصكى، ومحمد بن تنكزبغا، وجركس المحمودى (١).

فلما وصل الأمير جركس الخليلى إلى مكة خدمه محمد وأمّه السيدة فاطمة بنت ثقبة كثيرا، وبعثت إليه أمّه تسأله عن حال ابنها وعنان، فذكر لها أنه لا يعلم على ابنها سوءا. وربما قيل إنه حلف لها على ذلك، فانشرح لذلك خاطرها، وحسّنت لابنها الإقدام على ملاقاة المحمل المصرى؛ لخدمته على عادة أمراء الحجاز - وكان محجما عن ذلك لإشارة كبيش عليه بعدم ملاقاة المحمل - ومازالت به أمه حتى وافقها على مرادها؛ فخرج فى عسكره فى يوم الاثنين مستهل الحجة إلى أن حضر عند المحمل، فأحاط به الترك الذين حوله، فلما أخذ يقبل خفّ الجمل على العادة وثب عليه باطنيّان فجرحاه جراحات مات بها من فوره، وقتل معه مسيرد بن محمد الحسنى الشديدى، وحمل السيد محمد إلى معلاة مكة فدفن بها بجوار جده عجلان (٢).

ولما رأى كبيش إحاطتهم بابن أخيه فرّ إلى جهة جدة، وكان منعزلا عن ابن أخيه بمقربة منه؛ لأنه كان أشار عليه بألا يحضر لخدمة المحمل، لما بلغه من إضمار الشر من أمير المحمل على ابن أخيه، وتبع بعض الترك كبيشا فلم يظفروا به، وظن أن ابن أخيه لا يصلون إليه


(١) السلوك للمقريزى ٥٥١:٣/ ٢، ونزهة النفوس ١٤٠:١.
(٢) العقد الثمين ٣١٨:١، ٣١٩.