للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحجارة والنساء ينقلن الشّيد (١)، وكنت أنا وابن أخى فكنا نحمل على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس اتّزرنا، فبينما أنا أمشى ومحمد قدامى ليس عليه شئ فخرّ محمد فانبطح على وجهه، فجئت أسعى وألقيت حجرى. وهو ينظر إلى السماء فوقه-فقلت:

ما شأنك؟ فقام فأخذ إزاره ثم قال: نهيت أن أمشى عريانا. قلت: اكتمه للناس-مخافة أن يقولوا مجنون (٢).

ويقال: إن العباس قال: إن كنا صبيان نحمل الحجارة إلى المسجد لبناء الكعبة، فننزع أزرنا فنضعها على أكتافنا، ونضع الحجر عليه، فبينما نحن كذلك ورسول الله إذ وقع وسقط الحجر-وأنا قائم-فقلت: يا ابن أخى (٣) ما شأنك (٣)، وإنى لا أرى بك بأسا. ولا أرى الحجر ضرّك؟ فنظر إلى السماء، ثم نظر إلىّ فقال: أشدد عليك إزارك؛ فإنى قد نهيت أن أتعرّى بعد هذا اليوم.

وقيل: بينا النبىّ يحمل حجارة من أجياد الضواحى وعليه نمرة فضاقت عليه النمرة فذهب يضع النّمرة على عاتقه فبدت (٤) عورته من صغر النمرة، فنودى: يا محمد خمّر عورتك. فلم ير عريانا بعد.


(١) الشيد: كل ما طلى به البناء من جص ونحوه. (المعجم الوسيط)
(٢) زاد الخصائص الكبرى ١:٢١٨ «فكنت أكتمها».
(٣) بياض فى ت، والمثبت من م، هـ.
(٤) فى الأصول «فترى عورته» والمثبت عن سبل الهدى والرشاد ٢:٢٣٠ وشرح المواهب ١:٢٠٥.