وخرج من عنده، وانقبض كل منهما عن الاجتماع بالآخر إلى أن انقضت أيام الحج.
ولم يحج السيد حسن فى هذه السنة ولا غالب عسكره، وحجّ ناس قليل من أهل مكة خائفين، فأصاب الحاج فى توجههم إلى عرفة، وفى ليلة النحر بمنى قتل ونهب، وذهب للناس أموال كثيرة، وعقرت جمال كثيرة عند مأزمى عرفة. والفاعل لذلك جماعة من غوغاء العرب، ولولا كفّ السيد حسن أصحابه عن إيذاء الحجيج لكثر عليهم العويل والضجيج.
ووقف الناس بعرفة يومين؛ لاختلاف وقع فى تاريخ أول الشهر، وأوقفت المحامل فى اليوم الأول يوم التروية - على مقتضى رؤية أهل مكة - بعرفة على العادة، ونفروا بها وقت النفر الأول المعتاد إلى قرب العلمين، ثم ردّت إلى مواضعها.
وتوجّه أمير الحاج بالحجاج بعد انقضاء أيام التشريق - بعد أخذه سلاحه - وتأخر فيروز عن الحاج بمكة لقبض ما التزم به السيد حسن من الخدمة، وذلك ألف زكيبة للسلطان غير ما لفيروز، ومضى فيروز بعد أيام إلى جدة؛ فشحنت الزكائب بحضوره، ووصلت سالمة إلى الطور، ثم إلى مصر، وبيعت بخمسين ألف مثقال - (١) فيما يقال.
(١) العقد الثمين ١٠٧:٤، ١٠٨، وشفاء الغرام ٢٥٢:٢، ٢٥٤.