للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله لا يقبل إلا طيّبا. ففعلوا، ثم وقفوا عند المقام يدعون ربهم ويقولون: اللهم إن كان لك فى هدمها رضا فأتمه، واشغل عنا هذا الثعبان. فأقبل طائر من جو السماء كهيئة العقاب، ظهره أسود، وبطنه أبيض، ورجلاه صفراوان-والحية على جدار البيت فاغرة فاها-فأخذ برأسها ثم طار بها حتى أدخلها أجياد الصغير. فقالت قريش: إنّا لنرجو أن يكون الله قد رضى عملكم، وقبل نفقتكم فاهدموه (١).

ويقال: لمّا أرادت قريش أن تبنى الكعبة كانت الحية تخرج كل يوم من بئر الكعبة التى يطرح فيها ما يهدى لها، فتشرف (٢) على جدار الكعبة، وكانوا يهابونها؛ وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألّت (٣) وكشّت وفتحت فاها. فقالوا: إن أراد الله أن يتممه فسيكفيكموها. فبينا هى تشرف (٤) على جدار الكعبة بعث الله


(١) أخبار مكة للأزرقى ١:١٦١،١٦٢، وشرح المواهب ١:٢٠٤.
(٢) كذا فى الأصول وأخبار مكة للأزرقى ١:١٧٠. وفى سيرة النبى لابن هشام بشرح الروض ١:٣٢٤، والاكتفا ١:٢٠٦ «فتتشرق». وفى سبل الهدى والرشاد ٢: ٢٢٨ «فتشرق».
(٣) فى الأصول، وسبل الهدى والرشاد ٢:٢٣٤ «أخزألت» بخاء معجمة فزاى فهمزة مفتوحة فلام مشددة فتاء تأنيث: أى رفعت ذنبها. والمخزئل المرتفع. والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام بشرح الروض ١:٣٢٤. والاكتفا ١:٢٠٦. وفى القاموس المحيط احزأل-بالحاء المهملة-البعير فى السير احزئلالا ارتفع، والجبل ارتفع فوق السراب، والشئ اجتمع- (وانظر لسان العرب حزل)
(٤) فيها الخلاف الذى فى التعليق قبل السابق.