أما الشكوى من عبد الرحمن فقد عرفت ممن كان الابتدا، ومن كافأك فما اعتدى؛ ومع ذلك فقد حصلت عقود وحساب، وحصل منا تفضل واحتساب، وأمرناه فعوّض وانسدّ الباب، وأما المال فما لعبد الرحمن مال فيستلف، ولا حال فيستخف. وأما دفعه فى العام الماضى عن التاجر الذى أوذى ببلده وهو حاضر، فما كنا نستغرب منه حفظ الجار، ولا نظنه يستغربه، وإنا لنعجب ممن لم يحفظ جاره، ولا يصون منصبه، وأمر التمادى فى الذى بيننا يكفيك؛ فاستأخر به أو تقدم. انتهى.
ووصل السيد حسن - قبيل وصول هذا الكتاب، وهو بجهة اليمن - كتاب من الناصر صاحب مصر، وخلعة، وعرفه الرسول بذلك: أن السلطان يعتب عليه بتقصيره فى الخدمة، وكان هذا الرسول قد تعوّق كثيرا فى الطريق، وتشوّف السيد حسن لمعرفة الأخبار، فأمر - قبل وصول هذا الرسول إليه - مولاه مفتاحا الزفتاوى بالسفر إلى مصر يتعرف الأخبار؛ وما قدّر أنه سافر من مكة إلا بعد وصول الرسول المذكور إليها. فلما وصل مصر وجد الأطماع كثيرة فى مولاه، فحضر عند السلطان، وبلغ رسالته، واعتذر عن مولاه فى تأخير الجواب، وذكر أنه يقوم بواجب الخدمة، وعاد إلى مكة مع الحاج. وشاع أن السلطان أعد نجبا كثيرة ومزادات؛ فظن السيد حسن أن السلطان يريد الحج، فما حج، وظهر أن تجهيزه إلى الشام. ثم بعد انقضاء الحج ندب السيد حسن سعد الدين جبروه