للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهم إلى الجديد ونحوه من وادى مرّ، ويدخلون بأجمعهم فى طاعته، ويمضى إلى الشرق فإنه يختار ذلك، ولا يحدثون حدثا إلى انقضاء هذه السنة وعشرة أيام من التى بعدها؛ فوافق الشريف على ذلك، وأجابهم إلى ما سألوه من الإحسان إليهم بما عوّدهم به فى كل سنة - قبل الفتنة - على عادتهم فى أخذ ذلك منجما، وأعطى ذوى مبارك دية رضوها فى فوّاز بن عقيل بن مبارك، مع كونه يرى أنها لا تلزمه (١)، وحمله على ذلك حبّه لحسم مواد الشر، وما انطوى عليه من حبّ الصفح والحلم.

وفيها - فى ربيع الأول - خرج السيد أحمد بن حسن عن طاعة أبيه؛ لكونه قدم أخاه بركات عليه فى الإمرة، وأرسل إليه أبوه من يستعطفه، ويعده عنه بذهب ومركوب؛ فلم يمل السيد أحمد لذلك، واجتمع عليه جماعة من الطماعة، ومضوا إلى جدة، وتخطفوا منها أشياء ولم يسهل ذلك بالسيد حسن، ثم إن كثيرا من الذين كانوا معه تخلّوا عنه؛ لملامة أقاربهم لهم على ملائمته؛ لكون ذلك لا يرضى أباه. ولما عرف هو ذلك حضر إلى حدّا (٢) ونزل بها، ثم دخل فى الطاعة، وأقام على ذلك وقتا، ثم خالف ومضى إلى ينبع، وأتى منها مع الحاج إلى أبيه بمكة، فلم ير ما يعجبه؛ فعاد مع الحاج إلى صوب ينبع بعد الحج من هذه السنة.


(١) فى الأصول «أنه لا يلزمه» والمثبت عن العقد الثمين ١٢٩:٤.
(٢) فى الأصول «جدة» والمثبت عن العقد الثمين ١٣٠:٤.