للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله؟ فأخبرتها، فقالت: أبشر يا ابن عبد الله؛ فإن السلام خير. ثم قال: خرجت مرّة أخرى فإذا أنا بجبريل على الشمس، جناح له بالمشرق وجناح له بالمغرب، فهبت (١) منه فجئت مسرعا، فإذا هو بينى وبين الباب، فكلّمنى حتى أنست به، ثم وعدنى موعدا فجئت له، فأبطأ علىّ، فرأيت (٢) أن أرجع، فإذا أنا به وميكائيل بين السماء والأرض قد سدّ الأفق. فهبط جبريل وبقى ميكائيل بين السماء والأرض، فأخذنى جبريل فسلقنى لحلاوة القفا، لم يمل به عن ذلك إلى أحد جانبيه، ثم شقّ عن قلبى، فاستخرج منه ما شاء الله أن يستخرج، ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده مكانه، ثم لأمه، ثم أكفأنى كما يكفأ الأديم (٣)، ثم ختم فى ظهرى حتى وجدت مسّ الخاتم فى قلبى، وأخذ بحلقى حتى أجهشت بالبكاء، ثم قال: اقرأ-ولم أك قرأت كتابا قط-فلم أدر ما أقرأ، ثم قال: اقرأ. فقلت: ما أقرأ؟ قال ﴿اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ حتى انتهى إلى خمس آيات منها، فما نسيت شيئا بعد. ثم وزننى برجل فوزنته، ثم وزننى بآخر فوزنته، حتى وزنت بمائة رجل. فقال ميكائيل: تبعته أمته ورب الكعبة، فجعلت لا يلقانى حجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، حتى دخلت على خديجة فقالت:/السلام عليك يا رسول الله.


(١) كذا فى الأصول. وفى الوفا بأحوال المصطفى ١:١٦٥، والخصائص الكبرى ١:٢٤٠ «فهلت» وشرحها محقق الخصائص: أى خفت وفزعت.
(٢) كذا فى الأصول، والوفا بأحوال المصطفى ١:١٦٥. وفى الخصائص الكبرى ١:٢٤٠ «فأردت أن أرجع».
(٣) وفى الخصائص الكبرى ١:٢٤١ «كما يكفأ الإناء».