للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنى رأيت أمين الله واجهنى … فى صورة أكملت من أعظم الصور

ثم استمر فكاد الخوف يذعرنى … مما يسّلم من حولى من الشجر

فقلت ظنّى وما أدرى أيصدقنى … أن سوف يبعث يتلو منزل السور

وسوف يبليك إن أعلنت دعوتهم … من الجهاد بلا منّ ولا كدر (١)

ويروى: أن جبريل جاء إلى النبى قبل ذلك فى النوم، وذلك فيما ورد أن النبى بينا هو بمكة رأى أنه أتى إلى سقف بيته فنزع شبحة شبحة (٢) حتى إذا نزع أدخل فيه سلم من فضّة/-فيما يخيل إليه-ثم نزل إليه رجلان، قال رسول الله : فأردت أن أستغيث فحبسانى مكانى، ومنعت الكلام، فقعد أحدهما إلىّ والآخر إلى جنبى-وأنا فرق-فأدخل أحدهما يده فى جنبى فنزع ضلعين منه كما ينزع غلق الصندوق (٣) الشديد، ثم أدخل يده فى جوفى-وأنا أجد بردها-فأخذ قلبى ووضعه على كفّه، وقال لصاحبه: نعم القلب، وقال: قلب رجل صالح. ثم أدخلا القلب مكانه، وردّا الضلعين كما يرد غلق الصندوق الشديد، ثم ارتفعا ورفعا سلّمهما؛ فاستيقظت فإذا السقف كما هو، فقلت:

تحلم. فذكره النبىّ لخديجة، فعصمها الله من التكذيب، وشرح صدرها بالتصديق، فقالت: أبشر فو الله لا يفعل الله بك إلا خيرا، ولم


(١) دلائل النبوة ١:٤٠٥،٤٠٦، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٠١، والخصائص الكبرى ١:٢٤٣،٢٤٤، وسبل الهدى والرشاد ٢:٣١٦،٣١٧.
(٢) شبحة شبحة: أى عودا عودا. (هامش الخصائص الكبرى ١:٢٣٣)
(٣) كذا فى م، هـ. وفى ت «الصندوق الجديد الشديد».