للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمكث علىّ يأتيه على خوف من أبى طالب، وكتم علىّ إسلامه ولم يظهره، ثم كان مما أنعم الله على علىّ أنه كان فى حجر رسول الله قبل الإسلام؛ وذلك أنه كان أصاب قريشا أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة (١)، فقال رسول الله لعمه العباس-وكان من أيسر بنى هاشم-: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق حتى نخفّف عنه من عياله. فأخذ رسول الله عليا فضمّه إليه، فلم يزل علىّ مع رسول الله حتى بعثه الله نبيا، فاتّبعه علىّ وآمن به وصدق (٢).

ثم أسلم زيد بن حارثة (٣) فمكث هو وعلىّ يلزمان رسول الله .

وكان النبى يخرج إلى الكعبة أوّل النهار ويصلى صلاة الضحى، فكانت تلك صلاة لا تنكرها قريش إنما تنكر غيرها، وكان إذا صلى فى سائر اليوم بعد ذلك قعد علىّ وزيد يرصدانه، وكان إذا جاء وقت العصر تفرّقوا فى الشعاب فيصلون فرادى ومثنى (٤).

ويروى: كان إذا حضرت الصلاة خرج النبى إلى


(١) كذا فى ت، هـ. وفى م «كثير العيال».
(٢) دلائل النبوة ١:٤١٥، وتاريخ الإسلام ٢:٧٥،٧٦. وانظر سيرة النبى لابن هشام ١:١٦٢، وسبل الهدى والرشاد ٢:٤٠٣،٤٠٤.
(٣) انظر ترجمة زيد وإسلامه فى سيرة النبى لابن هشام ١ ١٦٣،١٦٤.
(٤) الإمتاع ١:١٦،١٧