للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأخذه العشور بساحل جدة (١) ..

وفيها كان من عمارة الأمير سودون المحمدي بالمسجد الحرام في المحرم وصفر أنه أخرب الرخام الذي يعلو سطح الكعبة الشريفة؛ لأنه كان مشتغلا بالجص، وكان سطح الكعبة يدلف بالماء وقت المطر، فأصلح وعوّض وبدّل الجص بالنورة، وأخرجت الروازن (٢) الأربعة، التي في سقف الكعبة، التي كانت للضوء، وجعلت في أرض الكعبة الشريفة (و) (٣) في ضحى يوم السبت عشر صفر، جرّدوا الكعبة عن ثيابها؛ لرثاثة الخشب الذي تشد به


(١) كان ميناء عدن حتى أوائل القرن التاسع الهجرى (الخامس عشر الميلادى) الميناء الرئيسي الذى ترد إليه البضائع الهندية المارة الى مصر، غير ان سوء معاملة حكام اليمن - آل رسول - ومكوسهم الباهظة صرفت قادة السفن التجارية من النزل في عدن. وتوجهوا بسفنهم الى جدة، وبدأ ميناء جدة يزدهر، وكان السلطان الأشرف برسباى قد فرض رسما قدره عشر ثمن البضائع، ولكن طمع في أكثر وفرض رسوما إضافية مما جعل التجار يتحولون الى عدن مرة أخرى، فعدل عن الزيادة، وقنع بالعشر القديم. وعادت جدة مستودعا للتجارة الهندية، وجاء السلطان جقمق. وأراد أن يبين أن تصرفاته في معاملة التجار الواردين إلى جدة على اساس شرعي. (النجوم الزاهرة ٣٣٩:١٥ حاشية. والخبر في السلوك ١١٨٧:٤/ ٣، ١١٨٨ وغاية المرام).
(٢) الروازن: هي فتحات مربعة لادخال النور الى داخل الكعبة وهي موزعة منها روزنة حيال الركن الغربى والثانية حيال الركن اليماني والثالثة حيال الركن الاسود والرابعة حيال الاسطوانة الوسطى. (أخبار مكة للازرقي ٢٩٣:١).
(٣) اضافة على الاصول.