ضرب فى الأرض طلبا للعلم ورغبة فى الاستزادة فيه، وقرأ على علماء عصره وأخذ عنهم وأصبح حجة فى ميدان تخصصه. وأصبح كتابه «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» من أهم المصادر بعده. يرجع إليه المؤرخون لهذا البلد الحرام؛ ولم يؤلف مثله فى عصره فى بابه.
وللمؤلف مشاركات جيدة فى علم الفقه الحنبلى والشافعى وعلم الحديث وغير ذلك-وجميل جدا أن تهتم جامعة أم القرى بتحقيق ونشر كتاب إتحاف الورى بأخبار أم القرى، وأن يشرف على تحقيقه باحث قدير عرف بدقته واهتمامه بالتراث الإسلامى، وأحد المحققين بالمركز؛ إنه الأستاذ فهيم محمد شلتوت جزاه الله خيرا. وهذا السفر الجليل يعد صورة مشرقة وواضحة لتاريخ أم القرى وأعمالها؛ حيث تناول عدة جوانب سياسيه واجتماعية وثقافية وعمرانية، واقتصادية على رقعة واسعة جدا من التاريخ-كما يقرر المحقق-حيث يغطى الفترة ما بين عام الفيل حتى سنة ٨٨٥ هـ.
وتهنئتى الصادقة لعمادة كلية الشريعة وإدارة المركز على هذا الاهتمام بإحياء تراثنا الإسلامى الأصيل، والله أسأل التوفيق والسداد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.