حسن بن عجلان على زمزم بعد صلاة المغرب من ليلة الأربعاء كعادة أمراء مكة، فلما كان بعد العشاء من ليلة الأربعاء قدم جميع الأجناد الذين كانوا بوادي الآبار بخيلهم وآلاتهم وحوائجهم سالمين، لم يقم في وجههم أحد، وتفرق سائر من كان بوادي الآبار من الأشراف وذوي عجلان، ولم يتركوا بالحلة غير النساء، حتى إن بعض الأعراب، يحفظ بعض حوائج لأهل الحلة، وتوجه الأشراف وذوو عجلان نحو الشام خوفا على أنفسهم من أن يصبحهم أو يمسيهم جماعة السيد بركات، فلما كان فى صبح يوم الأربعاء أرسل الأمير آقبردي وتمراز إلى قاضي القضاة جمال الدين أبي السعادات بن ظهيرة الشافعي، وسألاه في أن يتوجه إلى الشريفة أم الكامل زوجة السيد أبي القاسم ويتكلم معها فى أن ترسل إلى ولد زوجها السيد زاهر أن يحضر ليلبسوه الخلعة نيابة عن أبيه؛ فإن البلاد بلاد أبيه فتوجه إليها القاضي وتكلّم معها على لسان الأمراء بذلك، فقالت:
إن كان مقصود الأمراء بوصول السيد زاهر درء الفتنة ومصلحة المسلمين، ثم يضاف إلى عمه، فمصلحة المسلمين أبدى، وسيأتيكم إن شاء الله.
وأرسلت إلى السيد زاهر، حسن بن علي الشبيكي بأن يحضر، فلما كان فى عصر يوم الأربعاء حضر حسب الله الشبيكي، وابن أخيه حسن، وذكرا أن السيد زاهر واصل بعدهما، وأنه يريد من الأمراء أن يحلفوا له أنهم لا يريدونه بسوء، فاجتمع القضاة