للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علم التاريخ لا شكّ فى جلالة قدره، وعظم موقعه؛ ينتفع به للاطلاع على حوادث الزّمان، وسير الناس وما أبقى الدهر من أخبارهم بعد أن أبادهم، مع أنه عبرة لمن اعتبر، وتنبيه لمن افتكر، واختبار حال من مضى وغبر، وإعلام أنّ ساكنى (١) الدنيا على سفر، وفى ضبطه بالسنين أمور مهمة وفوائد جمّة، لحظها الفاروق والصحابة (٢) رضى الله تعالى عنهم عند وضعه (٣) التاريخ. وقد رأيت بخطّ شيخنا الإمام العلامة المؤرخ الكبير تقىّ الدين أبى العباس أحمد بن على بن عبد القادر المقريزى (٤) المصرىّ- تغمّده الله برحمته-فى بعض تعاليقه ما نصه «من أرّخ فقد حاسب الأيّام عن عمره، ومن كتب حوادث دهره (٥) فقد كتب كتابا إلى من بعده بحديث دهره، ومن قيّد ما شهد فقد أشهد عصره من لم يكن من أهل عصره؛ فهو يهدى إلى الفضلاء أعمارا، ويبوّئ أسماعهم وأبصارهم ديارا ما كانت لهم ديارا.


(١) كذا فى ت، وفى م، هـ «ساكن».
(٢) كذا فى ت، هـ. وفى م «وأصحابه».
(٣) كذا فى ت، هـ. وفى م «وضع».
(٤) فى ت، هـ «الفاسى» وهو خطأ لأن الفاسى اسمه محمد بن أحمد بن على ابن محمد الحسنى الفاسى. تقى الدين أبو الطيب. والمقريزى هو أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد بن إبى الحسن بن عبد الصمد بن تميم، تقى الدين أبو العباس، أشتهر جده بالمقريزى نسبة إلى حارة المقارزة ببعلبك. ولد بالقاهرة بعد الستين وسبعمائة بسنيات، وتوفى فى يوم الخميس سادس عشر من رمضان سنة خمس وأربعين وثمانمائة، وصفه العلماء بعمدة المؤرخين ورأس المحدثين. (النجوم الزاهرة ١٥:٤٩٠، والضوء اللامع ٢:٢١).
(٥) كذا فى ت، هـ. وفى م «أمره».