للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون فى خدمته وأن يصرف عليه ما اختار. وتوجه الشريف إلى جدة فى عسكر حفل وخيل كثيرة ما كان يظن أنها تجتمع عليه، ودخل جدة فى صبح يوم الجمعة فى عسكر جرار لابسين السلاح وآلات الحرب وكان يوما مشهودا، وخرج إلى لقائه مشد جدة وحلف للسيد محمد بالأيمان إنه من جهته. وإنه صديق لصديقه عدو لعدوه، وكتب على القائد بديد ما وقع منه، وجاء سالم عم راجح إلى السيد محمد ووقف فى خدمته. وأبلغه السلام من ابن أخيه وذكر أنه خرج مكرها وأنه لم يخرج إلا بنفسه، وأنه ترك جميع ما فى بيته وأنه أمره أن يصرف على السيد محمد ما احب، وأمر السيد محمد بن بركات خيلا تتوجه (١) إلى صوب اليمن، وأن تضم إبل القائد بديد وجماعته إلى إبل الشريف. وكان بديد قد أمر من عنده قاصدا إلى رعاة الإبل بأن يضموها ويوزعوها عند بني شعبة. فسبق قاصد بديد فبينما هو فى ضم الإبل وجمعها أدركته خيل الشريف محمد، فأخذوه وسلبوه وضربوه وحازوا الإبل جميعا، وكان مبلغها ألفا وثمانمائة ناقة، والثمن لها ستة وثلاثين ألفا، عن كل ناقة عشرون دينارا. وجاءوا بها وادى الأبار، وأمر السيد محمد بن بركات بفتح بيت مفتاح فتى القائد علي بن شكر فإن فيه حاصلا للقائد بديد، ففتحت المخازن وأخذ جميع ما كان فيها. وأرسل الشريف إلى من كان مع بديد من القواد وغيرهم بأن من رجع إلى طاعته فمرحبا به ومن أبى إلا أن يقيم مع بديد إن كان له أهل بمكة أركبهم، ومن كان له نخيل قطعها أو بيت هدمه.


(١) سقط في «م».