للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتآمرت قريش على من أسلم منهم، واشتدوا على من تبعه على دين الله من أبنائهم وإخوانهم وقبائلهم يعذّبونهم ويفتنونهم عن دينهم، فكانت فتنة شديدة وزلزالا شديدا، فمنهم من عصم الله، ومنهم من افتتن، ومنع الله رسوله بعمّه أبى طالب وبنى هاشم-غير أبى لهب-وبنى عبد المطلب.

وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد، وأوقفوهم فى الشمس، فما من أحد إلاّ وقد وافقهم على ما أرادوا غير بلال؛ فإنه هانت عليه نفسه فى الله، وهان على قومه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطرحونه فى شعاب مكة، وجعل يقول:

أحد أحد. ثم اشتراه أبو بكر وأعتقه، وأعتق ستة آخرين: عامر ابن (١) فهيرة، وأم عبيس (٢)، والنهدية (٣) وبنتها، والمؤمليّة (٤)، وزنّيرة (٥) -وكانت زنّيرة ذهب بصرها بعد أن أسلمت، وكانت مما


(١) هو عامر بن فهيرة التميمى أحد السابقين إلى الإسلام، واستشهد بوقعة بئرمعونة فى السنة الرابعة من الهجرة-أو على رأس ٣٦ شهرا من الهجرة-على يد رجل من كلاب يقال له جبار بن سلمى. (مغازى الواقدى ١:٣٤٦ - ٣٥٢، والإصابة ٢:٢٥٦)
(٢) وفى الاستيعاب ٤:١٩٤٦ «ويقال أم عبس» وفى سبل الهدى والرشاد ٢: ٤٨٣ «أم عنيس، بعين مضمومة فنون مفتوحة» وكانت لبنى زهرة وكان الأسود بن عبد يغوث يعذبها على إسلامها. (الإصابة ٤:٤٧٥)
(٣) فى الأصول «الهندية». والمثبت عن سبل الهدى والرشاد ٢:٤٨٣، وشرح المواهب ١:٢٦٦، وكانت مولدة لبنى فهد بن زيد، فصارت لامرأة من بنى عبد الدار، فكانت تعذبها، فاشتراها أبو بكر وابنتها وأعتقهما.
(٤) فى سبل الهدى والرشاد ٢:٤٨٣ «وجارية بنى المؤمل» وكذا فى شرح المواهب ١:٢٦٦. وفى الإصابة ٤:٣٩٩ وردت فى غالب الروايات غير مسماة، وسماها البلاذرى لبيبة جارية بنى المؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب.
(٥) وفى الاستيعاب ٤:١٨٤٩ «وقيل كانت رومية فأسلمت» وانظر الإصابة ٤: ٣١١،٣١٢. وفى شرح المواهب ١:٢٦٩ وكانت أمة عمر بن الخطاب وأسلمت قبله فكان يضربها فذهب بصرها.