للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعضهم ولحق الباقين قبل سيرهم صبح يوم الثلاثاء سابع عشرى صفر، فقتل منهم نحو خمسين رجلا، وفر الباقون فغنم منهم نعما وشيئا (١) كثيرا وغير ذلك، وعاد بنصر الله سالما (٢).

وفي نهاية يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر نهب خيف بني شديد، نهبه عرب زبيد ذوى رومى.

وفيها - فى ليلة الأحد خامس عشر ربيع الثاني - وجدت سعادة أم الهدى بنت القاضي نور الدين علي بن أبي البركات بن ظهيرة القرشي مقتولة على فراشها بالخيف فاتهم بذلك جوارها (٣)، فدفعوا إلى الوالي فأقرت اثنتان منهن بأنهما قتلتاها خنقا، وأخذا ذهبا ومصاغا وثيابا، فأعادتا ذلك وكانتا قبل ذلك استعانتا بجارية أجنبية في شراء سم فأر، فأسقياه لستهما في لبن، فتوجعت من ذلك، وكانت معللة به إلى أن حصلت لها الشهادة رحمها الله تعالى.

فلما كان في يوم الثلاثاء سابع عشر الشهر قطع الوالي الأذن اليمنى من كل واحدة إلى شحمة الأذن وقطع مارن أنفها وسمّرا تسميرا على جملين وبيّض وجههما بالنورة ودير بهما غالب شوارع البلد وأزقتها ثم شنقتا على درب باب المعلاة، وتركتا عليه إلى ثاني تاريخه، ثم دفنتا.


(١) كذا في الأصول، ولعلها وشاء كثيرا،
(٢) الدر الكمين.
(٣) هو لفظ متعارف عليه عند أهل مكة وهو من جموع جارية: جوارى، وجوار ولفظ «جوار» هذا كان معمولا به عند أهل مكة المكرمة الى أواخر أيام تواجد الإماء في مكة المكرمة حتى أبطلته الحكومة السعودية. المحقق.