للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها - في ليلة الجمعة تاسع جمادى الأولى - وصل إلى مكة من جدة نائبها البدرى أبو الفتح المنوفي، وفي ثاني تاريخه اجتمع السيد الشريف ونائب جدة وقاضي القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة وأخوه القاضي كمال الدين، والقاضي المالكي نور الدين علي بن أبي اليمن النويرى وباش الترك قاني باى، وقرئ مرسوم للشريف وللقاضي الشافعي وتاريخهما حادى عشر صفر، ومرسوم الشريف يتضمن وصول الحاج وهم شاكرون (١) منه والثناء على باش الترك قاني باى وأنه من المقربين عندنا (٢) وأننا أرسلنا لك خلعة وكذا لولدك وللقاضي الشافعي ولأخيه ولباش الترك، ومرسوم القاضي يتضمن وصول ضبط تركة النورى بن الحريش فشكرنا فعلكم على ذلك، وأن تستولوا على ما يصل إليه من الهند وأنا أرسلنا لك خلعة. فلبس المذكورون كلهم خلعهم إلا القاضي المالكي فقال:

ما ثم مرسوم أولا؟ فقيل له: ما ثم مرسوم. وقال القاضي الشافعي البس وأنا أخبرك. فقال: لا، إلا أن يحضر مرسوم.

فقال القاضي الشافعي لولده: هات المرسوم الذى معك. فأحضره وهو مرسوم للقاضي شرف الدين الأنصارى لكنه لم يصل إلا بعد موته، فقرأ القاضي محل الحاجة منه (٣) وهو أن الشيخ يحيى العلمي لما أمتنع من تولية القضاء وأراد القاضي شرف الدين الأنصارى تولية القاضي نور الدين بن أبي اليمن فامتنع من ذلك لكونه أراد لبسه


(١) غاية المرام، والدر الكمين. ضمن ترجمة محمد بن بركات.
(٢) سقط في «ت».
(٣) سقط في «ت».