للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأرسل الله تعالى ريحا قوية حملت الشرر إلى داخل البلد فأحرقها.

فلما رأى ذلك عسكر صاحب جازان هربوا من الباب الثاني، ثم هرب هو وعسكره وخلت البلد منهم، فحينئذ دخلها عسكر الشريف محمد بن بركات ونهبوها جميعها، وأخربوا الحصن ونهبوا جميع ما فيه، وكان فيه جملة من المتاع والثياب والكتب وأحرق باقي البلد وخرب سورها وجميع ما فيها من الدور، خلا المساجد، وقتلوا كثيرا من الرجال والنساء صبرا والولدان، واستأسروا كثيرا من النساء والشرفاء وغيرهم، وحملوهم إلى بلدانهم. وكانت نازلة شنيعة عاد وبالها على أهل مكة فإنها أقحطت سنين عديدة، وكانت الكسرة في يوم الخميس سابع ربيع الأول، ووصل الخبر إلى مكة في ليلة الأحد (١) سابع عشر ربيع الأول.

فلما أن كان صبح يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول نودى بزينة مكة سبعة أيام فزينت السبعة الأيام، وعاد الشريف إلى بلده في هذا الشهر والذى يليه، ثم رجع أبو الغوائر إلى بلد (بقطيعة (٢) كل سنة للشريف صاحب مكة (٣).


(١) سقط في «ت».
(٢) سقط في «ت».
(٣) أنظر خبر خروج الشريف إلى جازان في غاية المرام، والدر الكمين وسمط النجوم العوالي ٢٧٧:٤، وبدائع الزهور ١٣٣:٣، ودرر الفرائد المنظمة ٣٣٨.