للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك، وسل ربّك أن يبعث معك من يصدقك بما تقول، ويراجعنا عنك، واسأله فليجعل لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى؛ فإنك تقوم بالأسواق [كما نقوم] (١) وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربّك إن كنت رسولا كما تزعم.

فقال لهم رسول الله : ما أنا بفاعل وما أنا بالذى يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثنى بشيرا ونذيرا-أو كما قال-فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم فى الدنيا والآخرة، وإن تردوه علىّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم.

قالوا: فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك إن يشأ (٢) فعل، فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل. فقال رسول الله : ذلك إلى الله إن شاء [أن] (٣) يفعله بكم فعل.

قالوا: يا محمد، ما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه، ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به، ويخبرك بما هو صانع فى ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به؟! إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا، وقد أعذرنا إليك يا محمد،


(١) إضافة عن سيرة النبى لابن هشام ١:١٩٢.
(٢) كذا فى الأصول، وفى المرجع السابق ١:١٩٣ «إن شاء فعل».
(٣) سقط فى الأصول. والمثبت عن المرجع السابق.