للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا؛ وإنى أعاهد الله لأجلسنّ له غدا بحجر ما أطيق حمله-أو كما قال-فإذا سجد فى صلاته فضخت به رأسه، فأسلمونى عند ذلك أو امنعونى، فلتصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم. قالوا: والله لا نسلمك لشئ أبدا فامض لما تريد (١).

فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا كما وصف، وجلس لرسول الله ينتظره، وغدا رسول الله كما كان يغدو، وكان رسول الله بمكة وقبلته إلى الشام؛ فكان إذا صلى صلى بين الركنين اليمانى والأسود، وجعل الكعبة بينه وبين الشام. فقام رسول الله يصلى-وقد قعدت (٢) قريش فى أنديتها ينتظرون ما أبو جهل فاعل-فلما سجد رسول الله احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما منتقعا لونه، مرعوبا قد يبست يداه على الحجر، فقذف الحجر من يده، وقامت إليه رجال قريش فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: قمت إليه لأفعل ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض دونه فحل من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فهمّ بى أن يأكلنى-قال النبى : ذاك جبريل، لو دنا منى (٣) لأخذه-


(١) سيرة النبى لابن هشام ١:١٩٤.
(٢) كذا فى الأصول. وفى سيرة النبى لابن هشام ١:١٩٤، وسبل الهدى والرشاد ٢:٤٥٤ «وقد غدت».
(٣) فى الأصول «منه»، والمثبت عن تاريخ الإسلام ٢:٨٨.