للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فخرجوا إلىّ متبادرين وكبّروا وقالوا: أبشر يا ابن الخطاب؛ فإن رسول الله دعا يوم الاثنين فقال: اللهم أعزّ دينك بأحبّ الرجلين إليك؛ إما أبو جهل بن هشام وإما عمر بن الخطاب. وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله لك، فأبشر. قلت فأخبرونى أين رسول الله ؟ فلما عرفوا الصّدق منى قالوا: فى بيت فى أسفل الصفا.

فخرجت حتى قرعت الباب عليهم، فقالوا: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب-وقد علموا من شدّتى على رسول الله وما يعلمون بإسلامى-فما اجترأ أحد يفتح الباب حتى قال (١) افتحوا له؛ إن يرد الله به خيرا يهده. ففتحوا لى الباب فأخذ رجلان بعضدى حتى أتيا بى النبىّ فقال: خلّوا عنه. ثم أخذ بمجامع قميصى، ثم جذبنى إليه، ثم قال: أسلم يا ابن الخطاب، اللهم اهده. فقلت:

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فكبّر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة-وكانوا مستخفين-فلم أشأ أن أرى رجلا يضرب (٢) ويضرب إلا رأيته ولا يصيبنى من ذلك شئ، فخرجت حتى جئت خالى-وكان شريفا-فقرعت الباب عليه، فقال: من هذا؟ فقلت: ابن الخطاب. فخرج إلىّ، فقلت: قد علمت أنى قد صبوت؟ قال: أو فعلت/؟ قلت: نعم. قال: لا


(١) أى رسول الله . (تاريخ الخلفاء ١١٢)
(٢) فى هـ «يضرب فيضرب» وفى م «يضرب إلا رأيته». والمثبت عن ت وتاريخ الخلفاء ١٠٩.