للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخلنى الإسلام/، فلم أزل قائما فى مكانى ذلك حتى قضى رسول الله صلاته، ثم انصرف، وكان إذا انصرف خرج على دار بنى (١) أبى حسين، وكانت طريقه حتى يخرج إلى المسعى، ثم يشتد بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار ابن أزهر بن عوف الزّهرىّ، ثم على دار الأخنس بن شريق حتى يدخل بيته-وكان مسكنه فى الدار الرقطاء-فاتبعته حتى إذا كان بين دار العباس وبين دار ابن أزهر أدركته، فلما سمع حسّى وعرفنى ظنّ أنى إنما اتبعته لأوذيه فقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب هذه الساعة؟ قلت: إنى أومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله. فحمدّ الله رسول الله وأثنى عليه وقال: قد هداك الله يا عمر. ثم مسح صدرى، ودعا لى بالثّبات، ثم انصرفت، ودخل بيته.

الرابع: قال عمر بن الخطاب ضرب أختى المخاض فأخرجت من البيت، فدخلت فى أستار الكعبة فى ليلة قارّة، فجاء النبىّ فدخل الحجر وأعلن بصلاته، فصلّى ما شاء الله ثم انصرف، فسمعت شيئا لم أسمع مثله، فخرجت فاتبعته، فقال: من هذا؟ قلت: عمر. قال يا عمر ما تتركنى ليلا ولا نهارا؟! فخشيت أن يدعو علىّ فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال: يا عمر استره. فقلت: والذى بعثك بالحق لأعلننّه كما أعلنت الشرك (٢).


(١) كذا فى الأصول. وفى سيرة النبى لابن هشام ١:٢٣٢، والسيرة النبوية لابن كثير ٢:٣٧ «دار ابن أبى حسين».
(٢) حلية الأولياء ١:٤٠، وتاريخ الخلفاء ١١٠.