للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها-ويقال: فى السنة التى بعدها-خرج أبو بكر الصديق مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد (١) لقيه ابن الدّغنة (٢) -وهو سيد القارة (٣) -فقال: أين


(١) برك الغماد: بباء موحدة مفتوحة-وتكسر-فراء فكاف. الغماد: بغين معجمة مكسورة-وقد تضم-فميم فألف فدال: موضع على خمس ليال من مكة مما يلى البحر. (سبل الهدى ٢:٥٤١) والبرك حجارة مثل حجارة الحرة خشنة وعرة يصعب المسلك عليها. (معجم البلدان لياقوت) وفى شرح المواهب ١:٢٨٨ «قال الحازمى: موضع على خمس ليال من مكة إلى جهة اليمن، وقال البكرى: هى أقاصى هجر. وقال الهمدانى: فى أقصى اليمن. قال الحافظ: والأول أولى-إنتهى. وعورض هذا بما رواه ابن إسحاق، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة: استأذن أبو بكر رسول الله فى الهجرة فأذن له فخرج أبو بكر مهاجرا حتى إذا سار يوما أو يومين لقيه ابن الدغنة- الحديث-وسنده حسن أو صحيح، وبين برك الغماد وبين يوم أو يومين تباين كثير. وجمع بأنها لم تعن المكان المخصوص بل مكانا بعيد؛ فإنها تقال فيما تباعد كسعفات هجر، وحوض الثعلب، أو أرادت حتى بلغ أقصى المعمور من مكة؛ فإن برك الغماد فسرت بذلك».
(٢) الدغنة: بفتح الدال المهملة وكسر الغين المعجمة وتخفيف النون كما نسبه الحافظ للرواة، وقال، قال الأصيلى: قرأه لنا المروزى بفتح الغين والصواب الكسر. وبضم الدال والغين وتشديد النون عن أهل اللغة، وبه رواه أبوذر فى الصحيح؛ ولذا قال النووى روى بهما فى الصحيح، وفى الفتح ثبت بالتخفيف والتشديد من طريق. وهى أمه وقيل أم أبيه وقيل دايته. وقيل لاسترخاء كان فى لسانه، ومعنى الدغنة المسترخية، وأصلها الغمامة الكثيرة المطر. واختلف فى اسمه فعند البلاذرى من طريق الواقدى عن معمر عن الزهرى أنه الحارث بن يزيد، وحكى السهيلى أنه مالك، وقول الكرمانى سماه ابن إسحاق ربيعة بن ربيع وهم؛ فالذى ذكره ابن إسحاق شخص غير هذا سلمى، وهذا من القارة. (شرح المواهب ١:٢٨٨).
(٣) القارة: قبيلة مشهورة من بنى الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وكانوا حلفاء بنى زهرة من قريش، ويضرب بهم المثل فى قوة الرمى، قال الشاعر:
*قد أنصف القارة من راماها* (المرجع السابق)