للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانطلق إلى أهله فبدا له فواقع أهله، فحملت بالنبىّ صلى الله تعالى عليه وسلم، فلما رجع إليها قال: ألا أراك هاهنا! قالت: ومن أنت؟ قال أنا الذى وعدتك. قالت: لا ما أنت هو. ولئن كنت ذاك لقد رأيت فى وجهك وبين عينيك نورا ما أراه الآن.

وقيل: إن المرأة التى مر بها عبد الله بن عبد المطلب هى ليلى العدويّة؛ وذلك أن عبد الله خرج ذات يوم متخصرا (١) مترجلا حتى جلس فى البطحاء، فنظرت إليه ليلى العدويّة فدعته إلى نفسها، فقال عبد الله: أرجع إليك. ودخل على آمنة بنت وهب فواقعها وخرج، فلما رأته ليلى قالت: ما فعلت؟ فقال: قد رجعت إليك.

قالت: لقد دخلت بنور ما خرجت به، ولئن كنت لممت بآمنة بنت وهب لتلدنّ ملكا.

ويقال إنّ المرأة التى مرّ بها عبد الله بن عبد المطلب هى امرأة له أخرى كانت مع آمنة بنت وهب؛ فمرّ بامرأته تلك وقد أصابه أثر من طين عمل به، فدعاها إلى نفسه، فابطأت عليه لما رأت من أثر الطين، فدخل فغسل أثر الطين ثم دخل عامدا إلى آمنة بنت وهب، ثم دعته صاحبته التى كان أرادها إلى نفسه فأبى للذى صنعت به أوّل مرّة، فدخل على آمنة فأصابها. ثم خرج فدعاها إلى نفسه فقالت: لا حاجة لى بك؛ مررت وبين عينيك غرّة فرجوت أنى أصبتها (٢) منك، فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك.


(١) متخصرا: أى وضع رداءه أو يده على خصره، أو متكئا على المخصرة: وهى العصا التى يتوكأ عليها. (القاموس المحيط)
(٢) كذا فى ت، م. وفى هـ «أصيبها».