يعنى أبا بكر-فدخل أبو بكر على مطعم بن عدىّ-وعنده امرأته أمّ الفتى-فقال: ما تقول فى أمر هذه الجارية؟ فأقبل على امرأته فقال لها: ما تقولين يا هذه؟ فأقبلت على أبى بكر فقالت: يا ابن أبى قحافة لعلّك تصبئ صاحبنا وتدخله فى دينك الذى أنت عليه إن تزوج إليك. فأقبل عليه أبو بكر فقال: ماذا تقول أنت؟ فقال: إنما نقول ما تسمع. فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان فى نفسه من عدته التى وعده، فرجع فقال لخولة: ادعى لى رسول الله ﷺ فدعوته، فزوّجها إيّاه على اثنتى عشرة أوقية و؟؟؟ نش-وقيل على أربعمائة درهم-وعائشة يومئذ بنت ست سنين (١).
ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقلت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!! قالت: وما ذاك؟ قلت: أرسلنى رسول الله ﷺ أخطبك عليه. قالت: وددت أدخلى على أبى فاذكرى ذلك له-وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن، وتخلّف عن الموسم. فدخلت عليه فحيّيته بتحيّة أهل الجاهلية فقلت: أنعم صباحا. فقال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم. فرحّب بها، وقال: ما شاء الله أن يقول، ثم قال: فما شأنك؟ قالت: أرسلنى محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أخطب عليه سودة. فقال:
كفء كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك. قال:
ادعيها لى. فدعوتها فقال: أى بنية، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد