للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام رسول الله بنخلة أيّاما، فقال له زيد: كيف تدخل عليهم وهم أخرجوك؟ -يعنى قريشا-فقال : يا زيد إنّ الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه (١).

فلما انتهى النبىّ إلى حراء أرسل رجلا من خزاعة (٢) إلى الأخنس بن شريق فقال له: هل أنت مجيرى حتى أبلّغ رسالة ربى؟ فقال الأخنس: إن الحليف لا يجير على الصريح. فأتى النبىّ فأخبره قال: تعود؟ قال: نعم. قال: فأت سهيل بن عمرو فقل له إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيرى حتى أبلّغ رسالات ربى؟ فقال له ذلك، فقال: إن بنى عامر بن لؤى لا يجيرون على بنى كعب بن لؤى. فرجع إلى النبى فأخبره، قال: تعود؟ قال: نعم. قال: فأت المطعم بن عدى فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيرى حتى أبلغ رسالات ربى؟ قال: نعم فليدخل.

فرجع إليه وأخبره.

ودعا المطعم بنيه وقومه وقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت؛ فإنى قد أجرت محمدا. فدخل ومعه زيد بن حارثة لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذى القعدة حتى دخل المسجد، وانتهى إلى الركن فاستلمه، فقام المطعم بن عدى على راحلته فقال: يا معشر قريش، إنى قد أجرت محمدا فلا يهيجه (٣)


(١) طبقات ابن سعد ١:٢١٢، وشرح المواهب ١:٣٠٦.
(٢) واسمه عبد الله بن أريقط كما فى سبل الهدى والرشاد ٢:٥٨٠، وشرح المواهب ١:٣٠٦.
(٣) كذا فى الأصول. وفى طبقات ابن سعد ١:٢١٢ «فلا يهجه».