للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنبيّه وصدّقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام واتّبعوه، فقال لهم رسول الله : تمنعون ظهرى حتى أبلّغ رسالة ربى. فقالوا: يا رسول الله، أما قد علمت الذى بين الأوس والخزرج من الاختلاف، وسفك الدماء، ونحن حرّاص على ما أرشدك الله به، مجتهدون لك بالنصيحة وإنا نشير عليك برأينا: فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك، وندعوهم إلى الله ورسوله؛ فلعلّ الله يصلح ذات بينهم، ويجمع لهم أمرهم (١)، فإنّا اليوم متباغضون متباعدون، فإنك إن تقدم علينا ولن نصطلح (٢) لا يكون لنا جماعة (٣) عليك، ولكنّا نواعدك الموسم من العام القابل. فرضى بذلك رسول الله .

ويقال، قالوا: يا رسول الله إنّا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشّرّ ما بينهم، وعسى الله أن يجمعهم بك، وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذى أجبناك إليه من هذا الدين، عسى أن يجمعهم الله عليك، فلا رجل أعز منك.

وقيل، قالوا: يا رسول الله إنما كانت بعاث (٤) عام الأول؛


(١) فى الأصول «أمره». والمثبت عن دلائل النبوة ٢:١٧١، وتاريخ الإسلام ٢:١٩٧.
(٢) فى ت، هـ «نصلح». والمثبت عن م، ودلائل النبوة ٢:١٧١.
(٣) فى ت، هـ «حماية» والمثبت عن م والمرجع السابق.
(٤) بعاث: مكان قريب من المدينة على ليلتين منها عند بنى قريظة، ويقال إنه حصن للأوس، كان به القتال بين الأوس والخزرج قبل قدومه المدينة بخمس سنين. (السيرة الحلبية ٢:١٥٩،١٦٠) وانظر شرح المواهب ١:٣١٢ فى شأن وقعة بعاث.