للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومه ممن هو على مثل رأينا، وهو فى عزّ من قومه ومنعة فى بلده، وإنه قد أبى إلاّ الانقطاع إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له لما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه (١) فأنتم وما تحمّلتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه فى عزّ ومنعة من قومه وبلده-قيل: إن كنتم تحسون من أنفسكم خذلانا فاتركوه فى قومه؛ فإنه فى منعة من عشيرته وقومه-

ويقال: إن العباس قال: يا معشر الخزرج، إنكم قد دعوتم محمدا إلى ما دعوتموه إليه، ومحمد من أعزّ الناس فى عشيرته، يمنعه والله منا من كان على قوله ومن لم يكن منّا على قوله؛ منعة للحسب والشرف، وقد أبى محمدا (٢) الناس كلهم غيركم، فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصراء بالحرب واستقلال (٣) بعداوة العرب قاطبة. ترميكم عن قوس واحدة فارتئوا رأيكم، وائتمروا بينكم، ولا تفرّقوا إلاّ على ملأ منكم واجتماع؛ فإن أحسن الحديث أصدقه.

فأجاب البراء بن معرور فقال: قد سمعنا ما قلت، وإنا والله لو كان فى أنفسنا غير ما ننطق به لقلناه، ولكنا نريد الوفاء والصدق،


(١) فى الأصول «جالده». والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ٢:٣٠٢، والوفا بأحوال المصطفى ١:٢٢٥، والسيرة النبوية لابن كثير ٢:٢٩١، والسيرة الحلبية ٢:١٧٤.
(٢) كذا فى ت، م. وفى هـ، وطبقات ابن سعد ١:٢٢٢، والسيرة الحلبية ٢:١٧٥، وتاريخ الخميس ١:٣١٨ «وقد أبا محمد الناس».
(٣) فى الأصول «واستقلالا». والمثبت عن المراجع السابقة.