للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتمنعونا بما منعتم منه أنفسكم. قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال:

لكم الجنة. قالوا: فلك ذلك.

ويروى: أن النبىّ لما أتاه الأنصار قال: أوجزوا فى الخطبة، فإنى أخاف عليكم كفّار قريش. فقالت الأنصار:

يا رسول الله، سلنا لنفسك، وسلنا لربك، وسلنا لأصحابك، وأخبرنا الثواب على الله وعليك. قال: أسألكم لربى أن تؤمنوا بالله ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم أن تطيعونى أهدكم سبيل الرشاد، وأسألكم لى ولأصحابى أن تواسونا فى ذات أيديكم، وأن تمنعونا مما منعتم منه أنفسكم؛ فإذا فعلتم ذلك فلكم على الله الجنة وعلىّ. فمدّوا أيديهم فبايعوه، فعند ذلك صرخ الشيطان من رأس العقبة بأعلى صوت سمع: يا أهل الجباجب (١)، هل لكم فى مذمّم والصبأة معه؛ قد اجتمعوا على حربكم؟ فقال رسول الله : ما يقول عدوّ الله؟ هذا أزبّ (٢) العقبة هذا ابن أزيب (٣)، اسمع أى عدو الله أما والله لأفرغن لك. ارفضّوا (٤) إلى رحالكم.


(١) الجباجب: منازل منى. (السيرة الحلبية ٢:١٩٨) أو جبال بمكة، أو أسواقها، أو منحر منى. (سبل الهدى والرشاد ٣:٢٩١).
(٢) أزب-بفتح الهمزة والزاى وتشديد الباء، ويقال بكسر الهمزة وإسكان الزاى ثم بالباء الموحدة الخفيفة: أى شيطان سمى بهذا الاسم. والإزب فى الأصل: القصير، ومن ثم رأى عبد الله بن الزبير رجلا طوله شبران على بزذعة رحله فقال له: ما أنت؟ قال: إزب قال: وما إزب؟ قال: رجل من الجن. فضربه على رأسه بعود سوطه فهرب. (السيرة الحلبية ٢:١٧٨)
(٣) أزيب: إما على وزن فعيل من الأزب وهو البخيل، أو اسم ريح من الرياح الأربع. أو على وزن أفعل: وهو الرجل المتقارب المشى. وانظر الروض الأنف ٣:٢٠٣،٢٠٤، وسبل الهدى والرشاد ٣:٢٨٤ هامش.
(٤) ارفضوا: أى تفرقوا إلى رحالكم.