للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيدى كتابا، ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص. قال هشام: فلما قدمت علىّ خرجت بها إلى ذى طوى (١) فجعلت أصعّد بها وأصوّب لأفهمها، فقلت: اللهم فهّمنيها، فعرفت أنما أنزلت فينا بما كنا نقول فى أنفسنا-ويقال: فينا-فرجعت فجلست على بعيرى فلحقت برسول الله (٢).

فطلب أبو جهل بن هشام، والحارث بن هشام، والعاص (٣) بن هشام عياش بن أبى ربيعة-وهو أخوهم لأمهم-فقدموا المدينة، وذكروا له حزن أمه وقالوا له: إنها حلفت أنها لا يظلّها سقف بيت، ولا يمس رأسها دهن حتى تراك، ولولا ذلك لم نطلبك؛ فنذكّرك الله فى أمّك- وكان بها رحيما، وكان يعلم من حبها إياه ورأفتها به-فصدّق قولهم، ورقّ لها. ولما ذكروا له منها (٤) أبى أن يتبعهم حتى عقد له الحارث بن هشام عقدا. فلما خرجا (٥) أوثقاه، فلم يزل هنا لك حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة.


(١) ذى طوى: بتثليث الطاء، والفتح أشهر من الضم وهو أشهر من الكسر، وهو مقصور: واد بمكة على فرسخ منها يعرف الآن بالزاهر فى طريق التنعيم، ويجوز صرفه ومنعه. (سبل الهدى والرشاد ٤:٣٧٦) ويقال هو الوادى الذى يمر بين الحجون وربع الكحل مارا بجرول. وطوى بئر معروفة اليوم بجرول بين القبة وريع أبى لهب (معالم مكة للبلادى ١٦٨)
(٢) دلائل النبوة ٢:١٩٨، وتاريخ الإسلام ٢:٢١٤،٢١٥، وسبل الهدى والرشاد ٣:٣١٣ - ٣١٧.
(٣) كذا فى الأصول ودلائل النبوة ٢:١٩٧. وفى عيون الأثر ١:١٧٤ «ثم إن أبا جهل والحارث ابنا هشام ومن الناس من يذكر معهما أخاهما العاص بن هشام.» وفى سيرة النبى لابن هشام ٢:٣٢٧،٣٢٨، والاكتفا ١:٤٣٥، وتاريخ الإسلام ٢:٢١٤، وسبل الهدى والرشاد ٣:٣١٦، والسيرة الحلبية ٢:١٨٤ - : أن أبا جهل بن هشام وشقيقه الحارث بن هشام هما اللذان خرجا إلى المدينة فى طلب عياش.
(٤) فى الأصول «فأبى» والمثبت من دلائل النبوة ٢:١٩٧.
(٥) كذا فى الأصول، ودلائل النبوة ٢:١٩٧. ولعله ترجح عند المصنفين رواية =