للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما نزلوا الجحفة رأى جهيم [بن الصلت] (١) بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رؤيا، فقال: إنى رأيت فيما يرى النائم، أو إنى لبين النائم واليقظان إذ رأيت إلى رجل أقبل على فرس حتى وقف ومعه بعير له ثم قال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وزمعة بن الأسود، وأميّة بن خلف، وأبو البخترى، وأبو الحكم، ونوفل بن خويلد فى رجال سمّاهم ممن قتل يومئذ من أشراف قريش. وأسر سهيل ابن عمرو، وفرّ الحارث بن هشام، وقائل يقول: والله إنى لأظنكم تخرجون إلى مصارعكم، ثم رآه كأنه ضرب فى لبّة بعيره، وأرسله فى العسكر؛ فما بقى حىّ من أحياء العرب، أو خباء من أخبية العسكر إلا أصابه بعض دمه-أو نضح دمه-فشاعت هذه الرؤيا فى العسكر فبلغت أبا جهل، فقال: وهذا أيضا نبىّ آخر من بنى عبد المطلب، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا.

وأما ما كان من خبر أبى سفيان فإنه أسرع بالعير على طريق الساحل، فلما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره أرسل إلى قريش:

إنكم (٢) إنما جئتم لتمنعوا عيركم وأموالكم، وقد نجّاها الله فارجعوا. فأتاهم قيس بن امرئ القيس يأمرهم بالرجوع ويخبرهم أن قد نجت عيرهم فلا تجزروا (٣) أنفسكم أهل يثرب، فلا حاجة لكم فيما وراء ذلك (٢)، إنما


(١) الإضافة عن سيرة النبى لابن هشام ٢:٤٥٠، ومغازى الواقدى ١:٤٢، والإمتاع ١:٧٠، والإصابة ١:٧٥٥ وفيه «وقد أسلم بعد الفتح».
(٢) سقط فى م.
(٣) لا تجزروا أنفسكم-يقال أجزره شاة: أى جعلها له جزرا تذبح؛ يريد لا تجعلوا أنفسكم ذبائح لأهل يثرب يذبحونكم كما تذبح الشاة. (هامش الإمتاع ١:٧١)