للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يأتيانه من نخل المدينة، فأتوا ناحيه منها يقال لها العريض على ثلاثة أميال منها، فحرقا حرثا لهم وقتلا رجلا من الأنصار وأجيرا له فى حرث لهما، وانطلقا، فانطلق أبو سفيان وأصحابه-ورأى أن يمينه قد برّت-سراعا هاربين قبل مكة، ونذر بهم الناس، فخرج رسول الله ومعه مائتا راكب-ويقال: ثمانون راكبا-من المهاجرين والأنصار فى إثرهم-واستخلف على المدينة أبا لبابة بشير ابن عبد المنذر-حتى بلغ قرقرة (١) الكدر فلم يدركهم. وجعل أبو سفيان وأصحابه يتخفّفون للهرب والنجاة فيلقون أزوادهم، وكان فيها سويق (٢) -وهى عامة أزوادهم-فأخذها المسلمون، فسمّيت غزوة السّويق بذلك، وكان ذلك فى يوم الأحد لخمس خلون من ذى الحجة-وقيل فى صفر (٣).

وفيها فى صفر مات أبو وهب المطعم بن عدىّ بن نوفل بن


(١) القرقرة: أرض ملساء، والكدر: طير فى ألوانها كدرة. وعرف بها ذلك الموضع؛ يعنى أنها مستقر هذه الطيور. (سبل الهدى والرشاد ٤:٢٥٦) وفى وفاء الوفا ٢:٣٦٥ «بناحية معدن بنى سليم قريب من الأرحضية وراء سد معاوية، بلغها رسول الله فى غزوة السويق يطلب أبا سفيان».
(٢) السويق: قمح أو شعير يقلى ثم يطحن ليسف، تارة بماء وتارة بسمن، وتارة بعسل وسمن- (السيرة الحلبية ٢:٤٨٠)
(٣) سيرة النبى لابن هشام ٢:٥٥٨،٥٥٩، ودلائل النبوة ٢:٤٣٢ - ٤٣٤، وتاريخ الخميس ١:٤١٠.