للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وادع عباد الله يأتوا مددا … فيهم رسول الله قد تجرّدا

إن سيم خسفا وجهه تربّدا

فقال رسول الله : لبيك لبيك ثلاثا. وأذّن فى الناس بالغزو، ثم أعلمهم أنه سائر إلى مكة، وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها. فتجهّز الناس.

ولما أجمع المسير كتب حاطب بن أبى بلتعة--كتابا إلى صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبى جهل فيه: إن رسول الله قد أذّن فى الناس بالغزو، ولا أراه يريد غيركم-وقيل فيه: إن محمدا قد نفر فإمّا إليكم وإما إلى غيركم فعليكم الحذر، ويقال فيه: إن رسول الله توجّه إليكم بجيش كالليل يسير كالسّيل، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لنصره الله عليكم؛ فإنه منجز له ما وعده. وأرسله مع أم سارة (١) كنود المزنية، وجعل لها دنانير (٢) على أن تبلغه لهم-وكانت أمه بين ظهرانيهم فأراد أن يحفظوه فيها-فأطلع الله نبيه على ذلك، فأرسل عليّا والمقداد-ويقال والزبير بن العوام، وقيل أبا مرثد بدل


(١) كذا فى الأصول. وفى شرح المواهب ٢:٢٩٥ «سماها ابن إسحاق سارة، والواقدى كنود، وفى رواية أم سارة وقيل كانت مولاة العباس-ذكره الحافظ- وذكر المصنف فى الجهاد أن اسمها سارة على المشهور وتكنى أم سارة. وفى الإصابة «سارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب».
(٢) وفى الإمتاع ١:٣٦٢، وشرح المواهب ٢:٢٩٤ «وجعل لها دينارا، وقيل عشرة دنانير». وفى السيرة الحلبية ٣:١٠ «وأعطاها عشرة دنانير وكساها بردة.»