للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعد ما أرى؟ فيقول: لمحمد وأصحابه. فتقول: والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شئ. فيقول: والله إنى لأرجو أن أخدمك بعضهم.

ثم ينشد:

إن يقبلوا اليوم فما لى علّة … هذا سلاح كامل وألّة (١)

وذو غرارين (٢) سريع السّلّة

فانهزم حتى دخل على امرأته وقال لها: اغلقى على بابى.

فقالت له: أين ما كنت تقول؟! فأنشد:-

وأنت لو رأيتنا بالخندمة (٣) … إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة

ولحقتنا بالسيوف المسلمة … يقطعن كلّ ساعد وجمجمة

ضربا فلا تسمع إلا غمغمة … لهم نهيت حولنا وهمهمة

لم تنطقى فى اللّوم أدنى كلمة

وقتل من المسلمين يومئذ-فى خيل خالد-ثلاثة: اثنان منهم هما كرز بن خالد الفهرى، وحبيش (٤) بن الأشعر؛ سلكا غير طريق خالد فقتلا جميعا، وقتل حبيش قبل كرز [فجعله] (٥) بين رجليه ثم قاتل عنه (٦) حتى قتل وهو يرتجز ويقول:-


(١) الألة: كل أداة للحرب. (المعجم الوسيط)
(٢) ذو الغرارين: يراد به السيف، والغرار حد السيف ونحوه. (المعجم الوسيط)
(٣) فى الأصول «وأنت لو رأيتنا يوم الخندمة» والمثبت يستقيم وزنا.
(٤) كذا فى الأصول، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:٥٦٢. وفى سيرة النبى لابن هشام ٤:٨٦٦ «خنيس». وانظر الخلاف حول اسمه فى الاستيعاب ٣:٤٠٦.
(٥) إضافة عن سيرة النبى لابن هشام ٤:٨٦٦، وشفاء الغرام ٢:١١٧.
(٦) فى الأصول «عليه» والمثبت عن المرجعين السابقين.