للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى النبى ، فبعث النبىّ عبد الله بن أبى حدرد ليأتيه بخبرهم فانطلق ودخل عسكرهم فطاف به وأقام فيهم يوما أو يومين، ثم أتى النبى بما قد أجمعوا عليه من حربه-وقيل إنه بعثه حين نزل بحنين-فأجمع على المسير إليهم، وقيل له: إن عند صفوان بن أمّية أدراعا وسلاحا. فطلبها النبى ، فقال: أغصبا يا محمد؟! قال: لا بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك. قال/: ليس بهذا بأس. وأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح، ويقال إن النبى قال له: اكفنا حملها. ففعل (١).

وأعان رسول الله نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بثلاثة آلاف رمح، فقال له النبى : كأنى أنظر إلى رماحكم يا أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين (٢).

وخرج النبى فى أصحابه الذين شهدوا الفتح، واجتمع عليه من أهل مكة ألفان، فكانوا اثنى عشر ألفا من المسلمين، وخرج جماعة من المشركين من أهل مكة ركبانا ومشاة؛ حتى خرج النساء يمشين على غير دين ينظرون ويرجون الغنائم، فنزل النبىّ بالمحصّب فيما بين مكة ومنى، وهو إلى مكة أقرب، وكان النبىّ قال حين أراد حنّينا: منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بنى كنانة حيث تقاسموا على الكفر. واستعمل النبى على أهل مكة معاذ


(١) سيرة النبى لابن هشام ٤:٨٩١، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:٦١٣.
(٢) السيرة الحلبية ٣:٦٢،٦٣، وشرح المواهب ٣:٦،٧.