للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكعبة-فلم يبق منهم إنسان إلاّ امتلأت عيناه وفمه من ذلك التراب؛ فأنزل الله ﷿ ﴿وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى﴾ (١)

وخرج النبى فى إثرهم وهو على بغلته، فقذف الله فى قلوبهم الرعب، فانهزموا لا يلوى أحد منهم على الآخر، وتفرقوا فى كل وجه. وأمر النبىّ بقتل من قدروا عليه منهم، فحنق (٢) عليهم المسلمون واتبعوهم يقتلونهم حتى أفضوا فى القتل إلى الذّرّيّة. فبلغ ذلك النبى فنهى عن ذلك، وقال من قتل كافرا فله سلبه. فقتلوا منهم اثنين وتسعين (٣)؛ قتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ سلاحهم.

وضرب أبو قتادة رجلا على حبل العاتق وعليه درع [قال أبو قتادة] (٤) فأعجلت عنه أن آخذها فانظر مع من هى. فقام رجل فقال: يا رسول الله أنا أخذتها فأرضه منها (٥) وأعطنيها. فسكت رسول الله -وكان لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت-فقال عمر (٦):


(١) سورة الأنفال آية ١٧. وانظر الدرر ص ٢٤٠، وتاريخ الخميس ٢:١٠٤.
(٢) فى الأصول «فحلق» والمثبت عن طبقات ابن سعد ٢:١٥١، والإمتاع ١: ٤٠٩، وشرح المواهب ٣:٢١.
(٣) وفى سيرة النبى لابن هشام ٤:٨٩٩، وعيون الاثر ٢:١٩٢، وتاريخ الخميس ٢:١٠٤ «قتل منهم سبعون رجلا». وفى الإمتاع ١:٤١٠ «قتل منهم قرابة المائة».
(٤) إضافة يستقيم بها السياق-وفى سيرة النبى لابن هشام ٤:٨٩٨، والسيرة الحلبية ٣:٩٢ «قال أبو قتادة: يا رسول الله لقد قتلت قتيلا ذا سلب واجهضنى عنه القتال فما أدرى من استلبه».
(٥) كذا فى الأصول. وفى مغازى الواقدى ٣:٩٠٨ «فأرضه منى». وفى سيرة النبى لابن هشام ٤:٨٩٨، والسيرة الحلبية ٣:٧٢ «فأرضه عنى من سلبه».
(٦) وفى المراجع السابقة أن الذى اعترض على ترضيه أبى قتادة عن سلبه هو أبو بكر ، والخبر هناك أطول مما هنا.