للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فارتفع النبى من ذلك المنزل إلى موضع مسجد الطائف اليوم، فعسكر النبى هناك، وكان به سارية-فيما يزعمون- لا تطلع عليها الشمس يوما من الدهر إلا سمع لها نقيض (١).

وكان مع النبى من نسائه أم سلمة وزينب فضرب لهما فبّتين، فكان يصلى بينهما حصار الطائف كله، فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، ويقال عشرين يوما، وقيل ثمانية عشر، ويقال خمسة عشر، وقيل بضعة عشر؛ وهو الأصح (٢).

ووافى النبى الطّفيل بن عمرو الدّوسىّ فى قومه بعد مقدمه بأربع ليال بدبّابة ومنجنيق، فنصبه عليهم ورماهم به؛ فإنه لأول منجنيق رمى به فى الإسلام، ونثر الحسك (٣) شقتين من عيدان حول الحصن، ودخل نفر من أصحاب النبى تحت دبّابة ثم زحفوا نحو الحصن ليخرقوه، فصبّ عليهم أهل الطائف سكك الحديد المحماة بالنار، فخرجوا من تحتها فرموهم بالنبل، فأصابوا منهم جماعة (٤). وقاتل فيها رسول الله بنفسه، وقال: من بلغ


(١) سيرة النبى لابن هشام ٤:٩٢٠، ومغازى الواقدى ٣:٩٢٧، وتاريخ الطبرى ٣:١٣٣، والإمتاع ١:٤١٧، وشرح المواهب ٣:٣١.
(٢) وانظر مغازى الواقدى ٣:٩٢٧، والإمتاع ١:٤١٧، وشرح المواهب ٣: ٣١.
(٣) الحسك: ثمر نبات مدحرج له شوك يعلق بصوف الغنم، ويعمل على مثاله أداة للحرب من حديد أو قصب فيلقى حول العسكر ويسمى باسمه. (القاموس المحيط) وفى طبقات ابن سعد ٢:١٥٨ «ونثر الحسك سبقين».
(٤) مغازى الواقدى ٣:٩٢٧، والإمتاع ١:٤١٦.