ويقال إن النبى ﷺ أتمها له مائة، ويقال خمسين كل ذلك من الخمس.
فلما أعطاهم ذلك وجدت الأنصار فى أنفسها حتى قال قائلهم: لقى والله رسول الله ﷺ قومه. فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، إن هذا الحىّ من الأنصار قد وجدوا عليك فى أنفسهم. فقال: فيم يا سعد؟ فقال: فيما كان من قسمك هذه الغنائم فى قومك وفى سائر العرب، ولم يكن [فى هذا الحىّ من الأنصار](١) من ذلك شئ. فقال رسول الله ﷺ: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ فقال: ما أنا إلا امرؤ من قومى. فقال رسول الله ﷺ: فاجمع لى قومك فى هذه الحظيرة، فإذا اجتمعوا فيها فأعلمنى. فخرج سعد فصرخ عليهم فجمعهم فى تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين فأذن لهم فدخلوا، وجاء رجال آخرون فمنعوا. حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع إليه أتاه فقال:
يا رسول الله قد اجتمع لك هذا الحيّ من الأنصار حيث أمرتنى أن أجمعهم. فخرج رسول الله ﷺ فقام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: يا معشر الأنصار، ألم آتكم ضلاّلا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف بين قلوبكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. ثم قال رسول الله ﷺ: ألا تجيبونى يا معشر الأنصار؟ فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ وماذا نجيبك؟ المنّ لله ﷿
(١) إضافة عن سيرة النبى لابن هشام ٤:٩٣٥، وتاريخ الطبرى ٣:١٣٨، وعيون الأثر ٢:١٩٤، والاكتفا ٢:٣٦٣، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:٦٧٨، والسيرة الحلبية ٣:٩٠.