للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبى من الرضاعة-وقد أسلموا-فقالوا: يا رسول الله إنّا (١) أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك، فامنن علينا منّ الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال: إنما فى الحظائر-من السبايا-خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتى كن يكفلنك، فلو أننا ملحنا للحارث بن أبى شمر (٢) والنعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذى أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما؛ وأنت خير المكفولين. ثم أنشده:-

امنن علينا رسول الله فى كرم … فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة قد عاقها قدر … مفرّق شملها فى دهرها غير

أبقت لنا الدهر هتّافا على حزن … على قلوبهم الغمّاء والغمر

إن لم تداركهم نعماء تنشرها … يا أرجح الناس حلما حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها … إذ فوك تملؤه من محضها الدّرر

إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها … وإذ يزينك ما تأتى وما تذر

يا خير من مرحت كمت الجياد به … عند الهياج إذا ما استوقد الشّرر


(١) فى الأصول «لنا» والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ٤:٩٢٥، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:٦٦٧، والاكتفا ٢:٣٥٤، والإمتاع ١:٤٢٧. وفى مغازى الواقدى ٣:٩٥٠ «إنا أهلك» وفى تاريخ الطبرى ٣:١٣٤، والكامل ٢:١١٢، وتاريخ الخميس ٢:١١٢، والسيرة الحلبية ٣:٩٤ «انا أصل وعشيرة».
(٢) كذا ضبطها محقق السيرة النبوية لابن كثير ٣:٦٦٧، والإمتاع ١: ٤٢٧. وضبطت فى سيرة النبى لابن هشام ٤:٩٢٥، ومغازى الواقدى ٣:٩٥٠، وتاريخ الطبرى ٣:١٣٤، والاكتفا ٢:٣٥٤ «بكسر الشين وسكون الميم» وهو ملك الشام والنعمان بن المنذر ملك العراق. السيرة الحلبية ٣:٩٤.