للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ائتمرت ثقيف فيما بينهم، ورأوا أنهم لم يكن لهم طاقة بما هم فيه من خلاف جميع العرب، فاتفقوا على أن يبعثوا رجالا إلى رسول الله ؛ فكلموا عبد ياليل بن عمرو بن عمير (١)، فأبى وخشى أنهم يصنعون به كما صنعوا بعروة وقال: لست فاعلا حتى ترسلوا معى رجالا. فبعثوا معه رجلين من الأحلاف وثلاثة من بنى مالك، فيهم: عثمان بن أبى العاص (٢)، فخرجوا بهم فلما كانوا بالقناة (٣) قرب المدينة نزلوا وألفوا بها المغيرة بن شعبة (٤)، فاشتد ليبشر رسول الله بقدومهم عليه، فلقيه أبو بكر فأقسم عليه أن يؤثره بذلك حتى يكون هو الذى يحدّث النبى ، ففعل ذلك، فدخل أبو بكر على النبى فأخبره بقدومهم. ورجع


(١) كذا فى الأصول والسيرة النبوية لابن كثير ٤:٥٤. وسيرة النبى لابن هشام ٤:٩٦٥. وفى مغازى الواقدى ٣:٩٦٣ «ابن عمرو بن حبيب».
(٢) وفى السيرة النبوية لابن كثير ٤:٥٤،٥٥ أن الخمسة هم «الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب، وشرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب، وعثمان بن أبى العاص، وأوس بن عوف أخو بنى سالم، ونمير بن خرشة بن ربيعة» وكذا سيرة النبى لابن هشام ٤:٩٦٥،٩٦٦.
(٣) القناة: واد قرب المدينة قيل يأتى من الطائف ويصب فى الأرحضية وقرقرة الكدر، ثم يأتى بئر معاوية، ثم يمر على طرف القدوم فى أصل قبور الشهداء بأحد (مراصد الاطلاع).
(٤) أضافت المراجع «يرعى فى نوبته ركاب رسول الله وكانت رعيتها نوبا على أصحابه، فما رآهم المغيرة ترك الركاب عند الثقفيين وضبر يشتد ليبشر رسول الله بقدومهم. (سيرة النبى لابن هشام ٤:٩٦٦، ومغازى الواقدى ٣:٩٦٣، وتاريخ الطبرى ٣:١٤١، والسيرة النبوية لابن كثير ٤:٥٥، والسيرة الحلبية ٣:٢٤١).