للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظهره؛ فوقف عن التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله الجذعاء؛ لقد بدا لرسول الله فى الحجّ، فلعله أن يكون رسول الله فنصلّى معه. فإذا على ، فقال له أبو بكر : أمير أم رسول؟ فقال: لا، بل رسول أرسلنى رسول الله ببراءة أقرأها على الناس فى مواقف الحجّ (١).

فقدموا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام على فقرأ على الناس (براءة) حتى ختمها، ثم خرجوا حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس يعلمهم مناسكهم حتى إذا فرغ قام فقرأ على الناس (براءة) حتى ختمها، ثم كان يوم النحر فأفاضوا، فلما رجع أبو بكر خطب الناس قبل الجمرة فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم، فلما فرغ قام على فقرأ على الناس (براءة) حتى ختمها (٢).

ونبذ على إلى كل ذى عهد عهده، فنادى بأربع حتى صحل صوته: ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مطمئنة، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فإن أجله إلى مدته، ومن لم يكن بينه وبين رسول الله عهد فأجله إلى أربعة أشهر؛ يسيحون فيها حيث شاءوا، فإذا مضى الأجل فإن الله برئ من المشركين ورسوله. فقال المشركون-أو بعضهم-: بل إلى أن تنتهى تلك المدة نبرأ منك ومن ابن عمك إلاّ من الضرب والطعن.

فلما رجعوا أرعب الله المشركين فدخلوا فى الإسلام طوعا وكرها (٣).


(١) تاريخ الخميس ٢:١٤١، وشرح المواهب ٣:٩٣ من حديث جابر بن عبد الله.
(٢) الرياض النضرة ٢:٢٢٨، وشرح المواهب ٣:٩٣.
(٣) شرح المواهب ٣:٩٣،٩٤.