للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: أسيم، انظر هل ترى من خمر لمخرج رسول الله- ؟ فقلت: يا رسول الله قد دحس الناس الوادى، فما فيه موضع. فقال: انظر هل ترى فيه من نخل أو حجارة؟ فقلت:

يا رسول الله قد رأيت نخلات متفرقات ورضما من حجارة، قال:

انطلق فقل لهن: إن رسول الله يأمركن أن تدانين لمخرج رسول الله ، وقل للحجارة مثل ذلك. فأتيتهن فقلت ذلك لهن، فو الله الذى بعثه بالحق نبيا لقد جعلت أنظر إلى النخلات يخددن الأرض خدا حتى اجتمعن، وأنظر إلى الحجارة يتناقزن حتى صرن رضما خلف النخلات، فأتيته فقلت ذاك له، قال: خذ الإداوة وانطلق، فلما قضى حاجته وانصرف قال: أسيم عد إلى النخلات والحجارة فقل لهن: إن رسول الله يأمركن أن ترجعن إلى مواضعكن (١).

فلما رجع رسول الله استقبلته المرأة ومعها كبشان وأقط وسمن، فقالت: يا رسول الله خذ هذا الكبش. فقال لى رسول الله : خذ هذا الكبش. فأخذ منه ما أراد (كذا) وردّ. وفى بعض الروايات قال: خذ أحد الكبشين وردّ عليها الآخر. وأخذ السمن والأقط. قال: ففعلت. فقالت: والذى أكرمك ما رأينا شيئا منذ فارقتنا (٢).

ثم أتاه بعير فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه فقال: ما لبعيركم يشكوكم؟ فقالوا: كنا نعمل عليه، فلما


(١) شفاء الغرام ١:١٩٧، والخصائص ٢:٢٠٤،٢٠٥.
(٢) وانظر الخصائص ٢:٢٠٣ - ٢٠٨.