إلى رسول الله ﷺ محرّشا على فاطمة فى الذى صنعت مستفتيا لرسول الله ﷺ فيما ذكرت عنه، فأخبرته أنى أنكرت ذلك عليها.
فقال: صدقت، ما قلت يوم فرضت الحج؟ قال: قلت اللهم إنى أهلّ بما أهلّ به رسولك. قال ﷺ: فإن معى الهدي فلا تحل.
وكان جملة الهدى الذى قدم به عليّ من اليمن، والذى أتى به النبى ﷺ من المدينة مائة بدنة (١).
وأقام النبى ﷺ بمكة محرما يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء، وخطب الناس فيه بمكة بعد الظهر، وأطعم النبى ﷺ الحاج كما كانت قريش تصنع.
ثم نهض ﷺ بالحج فصعد الخميس إلى منى ومعه أصحابه، وفى هذا الوقت عند نهوضهم من الأبطح أحرم كلّ من كان أهلّ منهم بالحج، فصلى النبى ﷺ بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، وبات بها فصلى بها الصبح يوم الجمعة، ومكث قليلا حتى إذا طلعت الشمس نهض، وأمر ﷺ بقبة من شعر فضربت بنمرة، ثم ركب فسار-ولا تشكّ قريش إلا أنه واقف بالمشعر الحرام بالمزدلفة، كما كانت قريش تصنع فى الجاهلية-فأجاز رسول الله ﷺ حتى أتى عرفة، فوجد القبّة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر ﷺ بالقصوى فرحّلت له، فأتى بطن الوادى فخطب الناس وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا، ألا كل شئ من