للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قدم من الشام منبر صغير على ثلاث درجات، فخطب عليه معاوية وهو أول من خطب بمكة على منبر، وكانت الخلفاء والولاة يخطبون يوم الجمعة على أرجلهم قياما فى وجه الكعبة، وفى الحجر (١).

وفيها حجّ بالناس أمير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان (٢)، فقدم له عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحى ألفى شاة.

واشترى دار النّدوة من أبى الرهين العبدرى بمائة ألف درهم، فجاء شيبة بن عثمان فقال له: إن لى فيها حقا، وقد أخذتها بالشفعة. فقال له معاوية: فأحضر المال. فقال: أروح به إليك العشيّة. وكان ذلك بعدما صدر الناس من الحجّ، وقد كان معاوية تهيّأ للخروج إلى الشام، فصلّى معاوية بالناس العصر، ثم دخل الطواف فطاف بالبيت سبعا، وصلّى خلف المقام ركعتين، ثم انصرف فدخل دار الندوة، فقام له شيبة حين أراد أن يدخل الدار، فقال: يا أمير المؤمنين قد أحضرت المال. قال: فاثبت حتى يأتيك رأيى. فأجيف الباب وأرخى السّتر، وركب معاوية من الدار دوابّه وخرج من الباب الآخر مسافرا، ومضى معاوية إلى المدينة-وشيبة لا يشعر به-فلم يزل شيبة جالسا بالباب حتى جاء المؤذن فسلّم


(١) شفاء الغرام ١:٢٤٢.
(٢) تاريخ الطبرى ٦:١٢٣، والكامل لابن الأثير ٣:١٩٢، والبداية والنهاية ٨:٢٨، والذهب المسبوك ٢٤.