للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأخذها الحسين وقال لأصحاب الإبل: من أحب منكم أن يمضى معنا إلى العراق أوفيناه كراءه، وأحسنّا صحبته، ومن أحبّ أن يفارقنا من مكاننا أعطيناه نصيبه من الكراء. فمن فارق منهم أعطاه حقه، ومن سار معهم أعطاه كراءه وكساه، ثم شدّوا.

وأدرك الحسين كتاب عبد الله بن جعفر مع ابنيه عون ومحمد، وفيه:-

أما بعد فإنى أسألك بالله تعالى لما انصرفت حتى تقرأ كتابى هذا؛ فإنى مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الدين (١)، فإنك علم المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالمسير فإنى فى إثر كتابى والسلام.

وقام عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد-وكان عامل يزيد على مكة-وقال له: أرسل إلى الحسين كتابا تجعل فيه الأمان، وتمنيه فيه بالبرّ والصلة، وتسأله الرجوع. ففعل عمرو ذلك. وأرسل الكتاب مع أخيه يحيى بن سعيد، ومع عبد الله بن جعفر فلحقاه، وقرأ الكتاب، وجهدا أن يرجع، فلم يفعل، وكان مما اعتذر به إليهما أن قال: إنى رأيت رؤيا؛ رأيت فيها رسول الله ، وأمرت فيها بأمر أنا ماض له. فقالا: ما تلك الرؤيا؟ قال: ما حدثت بهذا أحدا، وما أنا محدث بها أحدا حتى ألقى ربى.


(١) كذا فى الأصول. وفى الكامل لابن الأثير ٤:١٨ «نور الأرض».