للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأرسل عبد الله بن الزبير عبد الله بن صفوان بن أمية فيمن معه من أهل مكة ممن اجتمع إليه نحو أنيس، وعقد لهم لواء، وأخذ بهم من أسفل مكة، فلم يشعر أنيس إلا بالقوم-وكان على عسكر عمرو-فالتقوا فقتل أنيس، وأجهز على جريحهم (١)، وركب مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فى طائفة إلى عمرو فلقوه، فانهزم عن عمرو أصحابه والعسكر أيضا، ودخل عمرو بن الزبير دار [ابن] (٢) علقمة، فأتاه أخوه عبيدة فقال: يا أخى أنا أجيرك من عبد الله وجاء به أسيرا والدم يقطر على قدميه، فقال: إنى قد أجرت عمرا، فقال عبد الله: أتجير من حقوق الناس؟! هذا ما لا يصلح، وما أمرتك أن تجير هذا الفاسق المستحلّ لحرمات الله، وأما حقى فنعم، وأما حق الناس فلا؛ فيقتصّ منه لمن آذاه بالمدينة.

وقال: من كان يطلبه بشئ فليأت. وأقاد عبد الله من أخيه عمرو لكل من ضربه إلا المنذر بن الزبير وابنه فإنهما أبيا أن يستقيدا. وكان الرجل يأتى فيقول: قد نتف أشفارى. فيقول له: قم فانتف أشفاره. وجعل الرجل يقول: قد نتف لحيتى. فيقول: قم انتف لحيته. وكان يقيمه كل يوم ويدعو الناس للقصاص، فقام مصعب ابن عبد الرحمن فقال: قد جلدنى مائة جلدة. فأمر به فضربه مائة


(١) فى الأصول «حربهم» والمثبت عن الكامل لابن الأثير ٤:٨، والعقد الثمين ٦:٣٨١.
(٢) سقط فى الأصول والمثبت عن الكامل لابن الأثير ٤:٨، والبداية والنهاية ٨:١٤٩.